الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادي

كلمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذى

كلمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذى

في إطار الدور المحورى الذى تقوم به وزارة المالية فى إدارة الموازنة العامة للدولة و تنظيم وإدارة الدين الحكومى من خلال إستخدام إدوات مالية مستحدثة تساهم فى تنويع مصادر التمويل وإستهداف شريحة جديدة من المستثمرين فى السوق العالمى مما سيكون له الأثر فى أنخفاض تكلفة التمويل على الموازنة العامة للدولة في المدى المتوسط وطويل الأجل. ونظرا لأهمية الصكوك السيادية كأحدى أدوات التمويل الغير تقليدية في تمويل إحتياجات الدولة المصرية لتنفيذ المشروعات التنموية المختلفة المدرجة بالموازنة العامة. كان التفكير في إصدار قانون الصكوك السيادية رقم 138 لسنة 2021 والتوقيع عليه من فخامة رئيس الجمهورية في تاريخ 15 أغسطس 2021. وإعمالا لأحكام اللائحة التنفيذية المرافقة لهذا القرار بشأن قانون الصكوك الـسيادية الصادر بالقانون رقم 138 لسنة 2021 الذى وافق عليه معالى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور/مصطفى مدبولى بتاريخ 28 إبريل سنة 2022. وقد قام السيد الدكتور / معالي وزير المالية بإعتماد النظام الأساسي للشركة المصرية المالية للتصكيك السيادى بتاريخ 18/05/2022 والذي على أساسه تم إنشاء الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادى شركة مساهمة مصرية مملوكة بالكامل لوزارة المالية ذات غرض وحيد هو إصدار الصكوك السيادية وإدارة وتنفيذ عملية التصكيك للصكوك السيادية داخل جمهورية مصر العربية وخارجها. ويكون لها حقوق الإنتفاع بالأصول التى تصدر على أساسها الصكوك بصفتها وكيلاً عن مالكى الصكوك السيادية.

ويعتبر الإصدار الأول من الصكوك السيادية البالغ قيمته 1,5 مليار دولار أمريكي من خلال الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادى المملوكة بالكامل لوزارة المالية بتاريخ 28 فبراير 2023 خطوة أولى على الطريق الصحيح ومن الضرورى أن تتبعه خطوات أخرى متتابعة لإصدارات أخرى. حيث بلغت قيمة الاكتتاب في الطرح حوالي 6.1 مليار دولار، بمعدل تغطية أكثر من أربع مرات. وأوضح معالي وزير المالية الأستاذ الدكتور/ محمد معيط إن تكلفة الإصدار كانت أقل من العائد المطلوب على السندات في الأسواق الثانوية الدولية بأكثر من سبعين نقطة، حيث تم خفض سعر العائد على الطرح بنحو 72.5 نقطة أساس مقارنة بالأسعار الافتتاحية المعلن عنها عند بداية عملية الطرح عند مستوى 11.675 بالمئة ليغلق تسعير الإصدار عند 10.875 بالمئة. كما شهد الإصدار إقبال ملحوظ حيث تقدم أكثر من 250 مستثمراً بمختلف أسواق المال العالمية، بطلبات شراء، مشيراً إلى أن هذا الإصدار جذب قاعدة جديدة من المستثمرين بدول الخليج وشرق آسيا إلى جانب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية. كما أن نوعية المستثمرين في طرح الصكوك كانت ذات جودة عالية، والمتمثلة في مديري الأصول وصناديق التقاعد وصناديق التأمين والاستثمار والبنوك، “الذين يتميزون باحتفاظهم بالاستثمارات على المدى الطويل بما يكون له أثر إيجابي في الحد من تذبذبات الأسعار”.

ويأتي هذا الإصدار ضمن برنامج دولي لإصدارات الصكوك السيادية لعدة سنوات مقبلة بقيمة 5 مليارات دولار، والذي تم تسجيله في بورصة لندن بتاريخ 14 فبراير 2023. وقد تم إدراج الصك في البورصات العالمية من خلال الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادي.

ويحسب لمعالى وزير المالية ومجلس إدارة الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادى ذلك التحول في هذا الملف. ووفقاً لنص اللائحة التنفيذية لقانون الصكوك السيادية في مصر فأنها تصدر وبما يتوافق مع عقد الإصدار والعقود المرتبطة به في أي من الأشكال التالية: صكوك المرابحة ، الأستصناع ، الوكالة وأخيراً صكوك الإجارة وهى تمثل الشكل الحالى للإصدار حيث أصبحت الصكوك المصدرة من خلال الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادى مدرجة ببورصة لندن ويتم التداول على سعر الصك المصدر (إجارة) بصفة يومية وفقاً لقوى العرض والطلب.

أن الميزة المتفردة التى تتمتع بها إصدارات الصكوك لا يتمثل فقط كونها تمثل حصة شائعة في ملكية أصول، منافع أو حقوق مشروع معين أو حقوقه أو التدفقات النقدية له وفقاً لما تحدده نشرة الأكتتاب العام أو مذكرة المعلومات بحسب الأحوال ولكن دورها يمتد إلى متابعة الأستثمارات التي تم على أساسها إصدار قيمة الصكوك حيث أن للشركة الحق وفقاً للائحة التنفيذية للقانون في متابعة أستثمارها وإستخدامها في الأغراض التى حددت من أجلها وحقوق الأنتفاع بالأصول التى تصدر على أساسها الصكوك السيادية وذلك بصفتها وكيلاً عن مالكي الصكوك السيادية. كذلك لا تعتبر إصدارات الصكوك السيادية منافساً للإصدارات الأخرى من أدوات الدين التقليدية وإنما تعد نهج تمويلى جديد سوف تتبعه الدولة المصرية خلال السنوات القادمة لتطوير وتنمية الأصول الحقيقية للدولة المصرية وتحقيق التنمية المستدامة.

ومن المتوقع أن يتزايد دور الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادي خلال الفترة الحالية من خلال إصدار المزيد من الصكوك سواء في أسواق المال الدولية أو السوق المحلى لتتمكن الشركة من أداء دورها المنشود فى تطوير الأصول محل التصكيك وتمويل المشروعات المختلفة المدرجة بالموازنة العامة للدولة أخذاً في الإعتبار تكلفة الأموال Cost of Funds وتحقيق هيكل التمويل السيادي الأمثل Optimal Sovereign Debt Structure .

السيد الدكتور / حسن حافظ القصري

عضو مجلس الإدارة المنتدب